مقال اليوم بقلم ليليا الشنيتي بالقاضي
الدكتورة المهندسة ليليا الشنيتي بالقاضي، أستاذة محاضرة في هندسة و علوم الكمبيوتر بجامعة سوسة بتونس، وباحثة في تقنيات التعليم والذكاء الاصطناعي. وهي سفيرة المجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعليم عن بُعد (ICDE)، وعضو المجلس العلمي الدولي للوكالة الجامعية للفرنكوفونية (AUF) ونائبة رئيس الشبكة الدولية للابتكار التربوي وتدريب المدربين المسؤولة عن التعليم العالي.
يعتمد التعليم المفتوح على إمكانية الوصول والشفافية والتعاون لتعزيز التعلم الأكثر شمولية وتشاركية. ويهدف إلى تحسين التعليم والتعلم، من خلال الممارسات التربوية القائمة على المشاركة والتعاون والوصول المفتوح وإعادة الاستخدام.
يعتبر التقييم المفتوح ممارسة تعليمية تهدف إلى تحسين مشاركة المتعلم كمشارك رئيسي في عملية التعلم (التعلم من الأقران)، وذلك من خلال تشجيع المشاركة في التعلم وزيادة صلاحية وموثوقية أنشطة التقييم من خلال تنفيذ الأنشطة وجمع التعليقات والإجابات على الأنشطة التي قام بها المتعلمون. هناك ثلاثة أشكال أساسية للتقييم: التقييم التشخيصي في بداية عملية التعلم، والتقييم الختامي في نهاية التعلم، والتقييم التكويني لتحديد التقدم الذي أحرزه المتعلم. تعتبر جميع أشكال التقييم هذه ضرورية لفهم ما يتعلمه الطلاب أثناء نشاط التعلم.
من خلال اعتماد ممارسات التقييم المفتوح لأشكال التقييم المختلفة، يمكن ضمان عملية قائمة على الشفافية والإنصاف، من خلال مشاركة شبكات التقييم، مع الإشارة إلى معايير التقييم المعتمدة. كما يمكن للمتعلمين الحصول على الملاحظات والتصحيحات الخاصة بعملهم، مما يضمن العدالة في تقييم أدائهم. وعلاوة على ذلك، يمكن أن توفر التعليقات والإجابات على عمل المتعلمين مجموعة واسعة من المعلومات التي تساعدهم على إحراز تقدم أفضل في عملية التعلم.
كما أن تصميم وتنفيذ عملية التقييم المفتوح يجعل من الممكن أيضًا تطوير ثقافة التحسين المستمر بين المتعلمين بفضل التعليقات البناءة التي يتلقونها، مما يتيح لهم الفرصة لتعديل عملهم وتحسينه بناءً على التعليقات التي يتم مشاركتها مع مجتمع التعلم. يشجع التقييم المفتوح أيضًا على إنشاء أطر التعلم التعاوني، لا سيما من خلال أنشطة تقييم الأقران، التي تُشرك المتعلمين في عملية تعلم نشطة، وتركز على الممارسات التأملية وتحسين النتائج. وبهذه الطريقة، يطور المتعلمون مهارات مثل التفكير النقدي والقدرة على إعطاء وتلقي الملاحظات البناءة على العمل المشترك.
يسهل استخدام تقنيات التقييم المفتوح إنشاء موارد التقييم وإعادة استخدامها ومشاركتها من قبل مجتمعات التعلم. وتتيح هذه التقنيات إمكانية إنشاء بيئات تقييم مفتوحة تفاعلية وتشاركية تتضمن مجالات للمناقشة عبر الإنترنت ومشاركة التعليقات والملاحظات، مما يزيد من تحفيز المتعلم والتزامه. يسلط الشكل أدناه الضوء على التقييم المفتوح في إطار الممارسات التربوية المفتوحة. وهو يركز على التفاعل بين المعلم والمتعلمين من خلال التقييم التكويني وإنشاء مهام متجددة، أي المهام التي يكمل فيها المتعلمون عملهم وينشرونه بشكل مفتوح، بحيث يمكن إعادة استخدامه ومشاركته من قبل مجتمع التعلم.
مقتبسة من دراسة حالة لتطبيق الممارسات التعليمية المفتوحة في التعليم العالي خلال جائحة كوفيد-19: التأثيرات على دوافع التعلم والتصورات من تأليف تشانغ وآخرين (CC BY 4.0).
ومن ناحية أخرى، من المهم ملاحظة أن التقييم الفعال لا يمكن أن يكون نهجًا “مقاسًا واحدًا يناسب الجميع” يتم فيه تطبيق نفس استراتيجية التقييم على جميع المتعلمين. يختلف المتعلمون ومن المهم توجيه المتعلم نحو المحتوى الأكثر ملاءمة لاحتياجاته من خلال تقييم شخصي. ويتطلب ذلك عملية تقييم مرنة ومفتوحة يمكن من خلالها تطبيق استراتيجيات تقييم مخصصة وشخصية. توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانيات جديدة للمتعلمين وتتيح المراقبة المستمرة وتسهيل التقييم المفتوح والتعاوني والتحليل التلقائي و الأوتوماتيكي للمناقشات والتعليقات الواردة.
في الختام، من المهم الإشارة إلى أن التقييم المفتوح يساهم في إثراء التعلّم من خلال تعزيز عملية شفافة وتعاونية، استنادًا إلى نهج تشاركي، مما يتيح للمتعلمين المشاركة والتحفيز.